أسبوع من الجهاد الروحي: اليوم رابع

 

Symbol for WeekofFast 2011-09-23

كلام المشاركين في لقاء الظهر الروحي

 

لقاء يوم 26 أيلول

قراءة من إنجيل لوقا، الفصل السادس من الآية 27 حتى 38

قراءة من سورة لقمان من الآية 9 حتى 12

قراءة من سفر التكوين، الفصل الثامن، نهاية طوفان نوح

 

قال أحد الحاضرين تعقيبا على آيات القرآن في وصف حبة الخردل : الإنسان مهما عمل صنيعا صغيرا كان أم كبيرا فالله سيجازيه على عمله وذكر قولا من أبي بكر الصدّيق ينقد فيه المتكبر غير الواعي عن حالة الإنسان المتواضعة طبيعيا.

وأضافت أخت : "إن الكثير من الناس يقولون أن العنف موجود بغريزة الإنسان وآخرون يقولون أن اللاعنف فاشل، اللاعنف وسيلة مهمة للحصول على ما نريده من حرية وحقوق شرط أن نحدد جدولا زمنيا وهدفا نصب أعيننا."

فأزاد شاب : إن اللاعنف لا يرتبط بالقتل والإجرام فقط وإنما يمكن أن أكون عنيفا من خلال الكلام والإساءة..... يمكنني أن أنظر إلى الآخر على أنه إنسان وأحترم حقوقه وهذا هو عمق اللاعنف.نحن نمارس اللاعنف بغية تغيير موقف الآخر العنيف.

وذكر أحد الموجودين نظرته بخصوص شعار فترة المصالحة : ثلاثة ألوان بإطار أحمر دموي وكأننا إذا أردنا أن نعطي الثمر علينا أن نقدم الكثير من التضحية. ليس المقصود باللون الأحمر حصرا الدم بل يمكن أن يكون العمل. إن المسيح أظهر لنا أعماله بسلامه.

قال أحد الرهبان : اللاعنف يشكل مجالا للبحث الفكري في حياتنا ونتكلم عنه كثيرا في هذه الأوقات وإنه لا ينتج فقط عن تربية الأطفال الصحيحة. علينا أن نقرّ أنّ العنف منتصر علينا جميعا ومن أعماقنا ونرثه من أجدادنا. عندما يقول يسوع "لا تقاوم الشرير" فإنّه يقترح نوعا من تحول كيميائي في النفس... يصعب للإنسان أن يتنازل عن الدفاع عن النفس الطبيعي. إنه تحوّل سرّي وهذا التحول السرّي يجعلني أستطيع امتصاص شرّ من يهاجمني.

لا فائدة من مواجهة الشرّ بالشرّ

وشرح أخر الشعار من وجهة نظره فقال : إذا اعتبرنا أن الثمار السوداء هي الإنسان فحبات الزيتون تشبهنا بعض الشيء مع اختلاف طوائفنا ومذاهبنا ونحن داخل المستطيل الواحد، أي داخل وطن واحد.

وقال آخر : اللون الأحمر في الشعار لا يعبّر فقط عن الدموية لكن يعبر أيضا عن الحب

علينا أن نعيش الحب لننمو سوية وننفتح للخارج .

نتمنى أن يكون غصن الزيتون في فم حمامة سلام من حمامات دير مار موسى وتنطلق لكل أنحاء سوريا، إن ما نقوم به من تعبد وصوم هو غصن زيتون.

وقال أحد الرهبان : يسوع مقاوم باللاعنف ضد الظلم ويبدو واضحا أن يسوع كان واعيا على أبعاد رسالته ولم يحاول أن يغير بثورة أو انقلاب الحكم الظالم الذي كان فيه.

يسوع يريد أن يبدأ من الشخص أمام الله فيضع منهجية عامة لكل شخص في منظار وآفاق ملكوت السماء لا يضع لنا حجة حتّى لا نشترك في تغيير العالم.

الاهتمام بالشخص لا يعني لا اهتمام في النظام لكن يسوع ينتقل من معالجة الشخص ويعتبر أن من لا ينطلق من معالجة الشخص لا يصل بالخير للأشخاص.

أحسست بالتفاؤل فحبات الخردل الصغيرة تعطي نبتة كبيرة أي يمكن لمبادرة صغيرة أن تلقى رضا الرب وتغيّر شيئاً. قصّة نوح ترينا بداية جديدة وهذا فعلاُ ما نحتاج إليه.

وتساءل أحد الحاضرين عن إذا كان من الممكن أن نستخدم اللاعنف كوسيلة ضد الأعنف منّا وليس كقناعة. فهذه الوسيلة يمكن أن تساعدنا على تحقيق ما نريده مع من هم أقوى منا وفي الوقت نفسه نسمح لأنفسنا أن نستخدم العنف مع الأضعف منّا.

وقالت إحدى الحاضرات إن اللاعنف له مدى طويل ونتائجه تحصد على المدى الطويل أما العنف تكون نتائجه على المدى القصير وإنما لا تدوم طويلا.

اللاعنف هو قبول الشر فيّ وفي الآخر وفهم أنه بعمل الله نستطيع أن نتطور ونتقدم... الخطوة الأولى هي قبول العنف الموجود فينا.  

Arabic